بحث عنها لسنوات وعلاقة حب قاسية وراءها.. تعرفوا إلى قصة “أنا وليلى” لـ كاظم الساهر

أغنية “أنا وليلى”، من أشهر ما غنّاه ولحنه الفنان العراقي كاظم الساهر، غير أن وراء هذه الأغنية قصة طويلة بدأت برحلة بحث دامت سنوات.
رحلة البحث عن كاتب القصيدة
كاظم الساهر اكتشف أوائل أبيات القصيدة عندما كان جنديًا قبل عام 1988، حيث صادف زميلًا له يحتفظ بأربعة أسطر منها، وادّعى أنه صاحب الكلمات. لكن كاظم لم يصدقه، فقد سبق أن التقى كثيرين ادّعوا الأمر نفسه. يقول كاظم:
“عجبتني أربع أسطر اتجنيت عليها، وبعد فترة قابلت واحد بالصدفة قالي: الكلمات هذه أعرف كاتبها، وأنا أعرف ابن خالته. ومن سنة 1985 لحد تقريبًا 1990 وأنا أدور عليه، إلى أن لقيته”.
وأخيرًا، التقى كاظم بالسيد حسن المرواني، مدرس اللغة العربية في إحدى المدارس بليبيا، الذي أعطاه القصيدة كاملة، وكانت مكونة من 355 بيتًا شعريًا. وعندما بدأ كاظم بتلحينها داخل الاستوديو، انفجر المرواني بالبكاء متأثرًا، قائلاً: “ذكرتني بالسبعينات يا كاظم، كتبتها لما كنت طالب بالجامعة، ومسجّلة عندي بصوتي وأنا ألقيها على المسرح”.
من قصيدة مهملة إلى أغنية خالدة
رغم أن “أنا وليلى” طُبعت لأول مرة عام 1971، وغنّاها عدد من الفنانين قبل كاظم – منهم أكرم دوزلو عام 1974، ورياض أحمد في مهرجان بابل عام 1996 – فإنها لم تلقَ رواجًا واسعًا حتى غنّاها كاظم الساهر، الذي أطلق ألبومًا كاملاً باسمها عام 1988. وقد أكد المرواني أنه لم يمنح كلماتها لأي فنان قبل كاظم، وأن القصيدة انتشرت بعدما ألقاها على المسرح الجامعي.
القصة الحقيقية وراء القصيدة
في لقاءات تلفزيونية، روى حسن المرواني كيف وقع في حب فتاة تُدعى “ليلى” أثناء دراستهما في جامعة بغداد، وكان يقيم في حي الزعفرانية. حاول أن يعبّر لها عن مشاعره لكنها صدّته. وبعد عامين، كرر المحاولة لتفاجئه بإعلان خطوبتها من زميل آخر. لم يكن أمامه سوى الشعر ليبوح بما عجز عنه الكلام.
فوقف يومًا على خشبة مسرح قاعة الحصري بكلية الآداب، وقال أمام جمهور غفير، من بينهم “ليلى”: “يا ليلى، كثيرًا ما يسألونني: ما دامت قد رفضتك، لماذا لا تبحث عن غيرها؟، أتدرين ما كنت أقول لهم؟ لا بأس أن أُشنق مرتين، لا بأس أن أموت مرتين، ولكني وبكل ما يجيده الأطفال من إصرار أرفض أن أحب مرتين”.