باراك يرفع سقف الضغط على لبنان: تسليم سلاح “الحزب” شرط لتجنّب التصعيد الإسرائيلي الوشيك!

في خضمّ التصعيد المستمر على الجبهة الجنوبية، ومع تصاعد الضغوط الدولية على لبنان، جاءت مواقف المبعوث الأميركي توم باراك لتضيف بُعدًا سياسيًا جديدًا إلى المشهد، بعدما وصف الوضع في لبنان بأنّه “صعب”، مشيرًا إلى أن ما تقوم به الدولة اللبنانية بشأن نزع سلاح “حزب الله” لا يتعدّى الكلام، من دون أي خطوات فعلية على الأرض.
هذا الموقف يأتي في سياق ضغط أميركي متصاعد يهدف إلى دفع لبنان نحو تسليم سلاح المقاومة، تحت غطاء الاستقرار أو الإصلاح. لكن في المقابل، تؤكد الأجواء السياسية والشعبية في لبنان أنّ لا مكان اليوم لأي تفاوض مع إسرائيل، لا سيما في ظل الاستهدافات المتواصلة، ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على احتمالات أكثر توتّرًا.
ولفتت المصادر الدبلوماسية لصحيفة “نداء الوطن” إلى أنّ جوهر المسألة هو العودة مجدّدًا إلى الضغط الأميركي على الدولة اللبنانية من أجل تنفيذ قراراتها، وفي ظلّ معلومات أميركية تُفيد أنّ هناك تباطؤًا في التنفيذ، وبالتالي، ما لم يصرّ على تسريع الخطوات التنفيذية، هذا يعني عود على بدء ليس فقط أن تواصل إسرائيل ما تقوم به، وإنما سنعطيها الضوء الأخضر للقيام بعمليات أوسع، ولا تطلبوا منا خلاف ذلك.
مواقف باراك تُنذر بتصعيد إسرائيلي وشيك
كما اعتبرت مصادر دبلوماسية عبر “نداء الوطن” أنّه رسالة إلى الحكومة اللبنانية وعودة الضغط الأميركي مجدّدًا بعدما تراجع بعد 5 و7 آب الماضي. ولفتت المصادر إلى أن باراك هو صاحب العبارة الشهيرة “كلامكم منيح لكن تصرّفاتكم صفر”. وقالت إنّ الكلام لم يعد كافيًا. وقد عاد الأميركيون اليوم إلى نفس اللغة السابقة على الرغم من اتخاذ الحكومة قرارات تاريخية، لكنّه يقول إنها لا تنفّذ قراراتها.
في سياق متصل، رأت مصادر “اللواء” أنّ هذا الموقف لباراك قد يكون مؤشرًا إلى تصعيد إسرائيلي أوسع ممّا هو حاصل الآن خلال أسابيع قليلة، بحجّة عدم نزع سلاح حزب الله.
كما أفادت المصادر نفسها بأن وزير الطاقة جو صدّي فاتح رئيس الحكومة نوّاف سلام بكلام الموفد الأميركي باراك عالي السقف تجاه لبنان والحكومة، مُطالبًا بموقف حكومي، لكن سلام قال له: “ما في لزوم نبحث كلامه هلّق وبعد ما اطّلعنا عليه”.
وأضافت المعلومات أنّ مواقف باراك بُحثت قبل الجلسة وعلى هامشها بين الوزراء ورئيس الحكومة، ولكن ليس بشكلٍ رسميّ، وسيُعقد اجتماع قريبًا بين المعنيين يخصّص لبحث هذه المواقف.
تفاصيل ما قاله باراك
وبالعودة إلى الكلمة التصعيدية التي أطلقها الموفد الأميركي توم باراك في حديث تلفزيوني، فقد وصف الوضع في لبنان اليوم بـ”الصعب”، معتبرًا أن “هناك مجموعة جيّدة في السلطة، لكن ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله لا يتعدّى الكلام، ولم يُقدِم على أي خطوة فعلية”.
وجزم باراك بأنّ “إسرائيل لن تنسحب من الأراضي التي تحتلّها في لبنان”، ملقيًا بالمسؤولية على الحكومة اللبنانية، وقال: “إسرائيل تسيطر على خمس نقاط في جنوب لبنان، ولن تنسحب منها، وحزب الله يُعيد بناء قوّته، وعلى الحكومة أن تتحمّل مسؤوليتها”.
وأشار إلى أن “حزب الله يتلقّى شهريًا ما يصل إلى 60 مليون دولار من جهةٍ ما”، قائلًا: “اللبنانيون يظنّون أن حزب الله لا يُعيد بناء قوّته، لكنه يفعل”.
وفيما أكّد باراك أنّ “إسرائيل لن تتدخّل لمواجهة حزب الله، لا من خلال قواتها ولا عبر القيادة المركزية الأميركية”، قال إنّ “الجيش اللبناني منظمة جيدة، لكنّه غير مجهّز بشكلٍ كافٍ”. وأضاف: “حزب الله هو عدونا، وكذلك إيران، ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها”.