باسيل: نريد أن يكون قرارنا لبنانيًّا في ملف السلاح

ذكر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الغداء الذي نظّمته هيئة قضاء بعلبك في “التيار”، أنه “عندما تهددت رأس بعلبك وجديدة الفاكهة والقاع رأينا كيف أتى أبناء المناطق المجاورة وحاربوا ولاحقا عندما تعرضوا للحرب كيف فتحتم بيوتكم وقلوبكم لهم”.
وقال باسيل: “الهرمل هي مثل العاصي على الطبيعة وهي عاصية على كل محتل وطاغية، ولكن للأسف حكامنا رفضوا إكمال سد العاصي، وفي كل منطقة أذكّر بالمشاريع التي أوقفتها المنظومة وإلى اليوم بقي سد العاصي من دون تنفيذ وهذه المنطقة محرومة من المياه وبعلبك الهرمل حرمت من وسائل العيش الكريم”.
ورأى أن “بعلبك محرومة وليست فقيرة فلا يوجد فيها سد أو طرق أو جامعة لبنانية والتحدي الكبير اليوم أن نحافظ على وطننا موحداً وليس مقسماً”.
وتطرق الى “مرحلة احتلال داعش للجرود”، فلفت الى انه “عندما وصل الرئيس العماد ميشال عون الى بعبدا أعطى القرار فتحررت الجرود والأرض”، وهنا شدد على ان “الدولة تتطلب أن يكون لديها قرار”، وقال: “في ذلك الوقت طُلب مني مباشرة من أكبر السفارات ألا ينفذ الجيش اللبناني القرار بالتحرير ووصل الطلب للرئيس لكنه لم ينفذ!”.
وتابع: “من لم يقبل بالإحتلال السوري في التسعينات لن يقبل به ولا في أي يوم من الأيام، والسوري شقيق عزيز في ارضه لكن عندما يحتل أرضنا سنواجهه”.
وفي موضوع السلاح، لفت الى ان “الإشكالية في أن تكون الحكومة قد باعت قرارها”، مضيفاً: “نحن نريد ان يكون قرارنا لبنانياً في ملف السلاح على أن ننفذه بقرار لبناني وليس بقرار خارجي لنذهب الى الحماية بالجيش اللبناني والدولة التي يجب أن تحمينا جميعاً”.
وتابع: “في كل مرة وعلى ابواب العام الدراسي يؤكدون انهم لا يسجلون الطلاب السوريين الذين ليس لديهم أوراق اقامة ثم يتحول القرار الى التسجيل لكن من دون امتحان، فنأتي إلى الإمتحانات فيقررون إجراءها لكن لا نعطيهم الشهادة من دون أوراق ثم نصل إلى منح إفادات”.
وأضاف: “لا نريد إلا الاستقرار لسوريا لأن خيرها ينعكس علينا وعندما تتعرض للمصائب تنعكس علينا، لكن كيف نشجع النازحين على العودة إن كنا نؤمن لهم كل وسائل البقاء في لبنان؟ ما يحصل في العودة لا يطمئن لأن هناك مليوني نازح سوري في لبنان”.
وعن “التيار الوطني”، قال باسيل: “مرت عشرة أعوام على استلامي التيار وفي وقتها تسلمت الرئاسة بثقة العماد ميشال عون واليوم أنا موجود بثقة التياريين. حصلت تزكية في المرة الاولى ولاحقاً دعوناهم الى الترشح إلى رئاسة التيار الوطني الحر لكن البعض ذهب للتآمر على “التيار” وقد بقينا تياراً شعبياً في مؤسسة منظمة، ولكن الأنانيات ليس أمرا طبيعيا. وكما نظفنا أنفسنا من نواب أساسيين لأن انتماءاتهم أصبحت خارج الحزب، فالتيار ملزم اليوم بأن ينظِّف نفسه من أي أحد يعتبر أنانيته أكبر من “التيار”.
وشدد على أنه “لن نكون في أي يوم حزبا شبيها بغيرنا، ولذلك سنقوم على الدوام باستطلاعات للإنتخابات النيابية ومن واجبنا توعية الناس، وسنعود تياراً نقياً لأن التيار لم يحِد عن مبادئه وعهدي للرئيس المؤسِّس بأنه بعد عشر أعوام سنبقى أوفياء لقضية التيار ولمبادئ مؤسسه وهي: حرية لبنان واستقلاله وسيادته”.
وأشار إلى “اننا كنا مع سلاح المقاومة عندما دافع عن سيادة لبنان ولم نبقَ معه عندما دافع عن سيادة شعب آخر ولو كانت قضيته محقة”، وختم: “نشأنا من الجيش الذي استشهد وسنبقى نستشهِد في السياسة من أجلِ لبنان”.
إلى ذلك، شارك باسيل في لقاء بقاعة تموز في بعلبك، تحت عنوان: “دعم المهندسين في محافظة بعلبك الهرمل، نظمته نقابة المهندسين في بيروت، بالشراكة والتعاون مع “تجمع مهندسي الاغتراب” و”مجلس بعلبك الثقافي”.
وقال باسيل في كلمة: “نحييكم جميعا ونهنئكم على هذه المبادرة الحلوة التي نشكر عليها فادي حنا نقيب المهندسين والأستاذ وديع ضاهر وهو مهندس منتشر. ولكن قبل كل شيء واجبنا أيضا أنه عندما نكون في بعلبك أن نحيي في بداية هذه الكلمة شهداء بعلبك، شهداء البقاع، شهداء لبنان، وخاصة المهندسين الشهداء. ونحن نعتبر أن كل إنسان سقط في سبيل لبنان دفاعا عنه هو شهيد لكل لبنان، وبعلبك الهرمل قدمت شهداء للبنان في وجه الإحتلال الإسرائيلي وفي وجه الإرهاب التكفيري، فتحية لكل شهداء بعلبك الهرمل”.
وأضاف: “في البداية أنتم تعلمون أنني مهندس مثلكم وأنا يهمني موضوع الإنتشار اللبناني، أراه شيئا أساسيا واشتغلت به في مؤتمر الطاقة الأغترابية. وتحديدا اشتغلنا قليلا في مجال الهندسة، فبعد اطلاعي على البرنامج الذي عملتم عليه، أعلم كم هي مهمة هذه الورش التي أطلقتموها أو المبادرات أو المنح لأميركا أو حتى التوأمة بين بعلبك وديربورن في المجال الهندسي أو غيره. أنا من الذين زاروا ديربورن أكثر من مرة في حياتي، وأكلت فيها المأكولات اللبنانية، وفرحنا مع أهلها الفرحة اللبنانية، ورأينا في ديربورن، كما في كل المناطق التي زرناها في العالم، كيف يتمسك اللبناني بعاداته وبأرضه، والوصل بين لبنان المقيم والمغترب أو المنتشر هو أساسه، ومَنْ أشطر من المهندس الذي هو عمله الوصل، الوصل في الطرقات والجسور ويوصل بين اللبناني بالإنتشار والمقيمين، يوصل بين الماضي والحاضر، ويوصل بين التعب والأمل. وهنا في بعلبك الوصل بين تاريخ بعلبك والحضارة التي تمثلها قلعة بعلبك، والوصل بين حضارتنا وماضينا وحاضرنا، وهكذا نربط بمستقبلنا الذي من المؤكد أن بعلبك فيه هي رمز الصمود. وبالرغم من الأيام الصعبة نفكر في المستقبل الجيد الذي يجب أن نعيشه ونعمل لأجله، ونقاتل لأجله، ونواجه لأجله، ونقاوم لأجله، ونستشهد لأجله”.
ورأى أنه “في موضوع الهندسة أنا أعلم أنه يوجد مجالات كبيرة جدا للبنان المقيم ليستفيد من لبنان المنتشر، لأن المجالات التي توفرها التكنولوجيا قبل أو بعد الذكاء الإصطناعي هي كثيرة. كما يستطيع المهندس اللبناني أن يقدم هذه الخدمات والاستشارات الهندسية من هنا للخارج”.
وأردف: “نفكر كيف بنى اللبناني قلعة بعلبك، هذه الأسطورة المعمارية، والحجر ليس اهم من الإنسان، الإنسان هو الذي يبني الحجر، ولكن أيضا الحجر في بعض الأحيان يبقى ويحمل اسم الإنسان الذي بناه. فاللبناني الذي بنى قلعة بعلبك بالتأكيد في المجال المعماري والهندسي والبنائي يستطيع أن يبني، وهو يبني، في كل دول العالم بمجالات كثيرة، والشركات الهندسية اللبنانية وكذلك المهندسين اللبنانيين الذين التقينا بهم في كل دول العالم هم مبدعون، وهم بحاجة دائما إلى عقل يفكر مثلهم ويفهم عليهم، وعندما تسنح لهم الفرص الاستثنائية، الخدماتية، الاستشارية يستطيعون أن يفعلوا الكثير. وأنا أعلم عدد الشباب والمهندسين اللبنانيين الذين يعملون مع الخارج من لبنان، واليوم بالتكنولوجيا المتوفرة كل شيء ممكن”.
واعتبر أن “هذا المؤتمر يستطيع أن يقدم الفرص في هذا المجال، وأن يفتح أبواب التعارف، لأنه بمجرد أن تتعرف الناس على بعضها ونربط بينها نخلق الكثير من الفرص من هنا، في المجال الإستشاري، والمجال الهندسي، وفي مجال البناء نتحدث عن الحجر اللبناني والصخر اللبناني المرغوب في الولايات المتحدة وأستراليا، أنا زرت في الأرجنتين كنيسة بنيت من الحجر اللبناني وهي كنيسة كبيرة جدا. وأعلم كم يعتمدون على الصخر اللبناني في أميركا، وهذا مورد أساسي نستطيع أن نصدره للخارج”.
كما أكد أتن “انتشارنا هو أساسي في حياتنا الإقتصادية. ونحن اليوم مصرون بأن ندافع عن الحق اللبناني المنتشر، إن بكون لديه صوته ويكون لديه الحق في التصويت إن كان في لبنان أو في الخارج. أن يكون لديه تمثيله في الخارج، وهذا يكون الحافز له للتواصل مع لبنان. لا نستطيع أن نقول للمنتشر اللبناني أنت فقط أمن لنا العمل والفرص وحول لنا المال، ونحن لن نعطيك أي شيء من حقوقك. يجب أن نعطيه حقوقه ويشعر أنه مواطن بدرجة كاملة، وحقوقه كثيرة تتخطى الإنتخاب والجنسية وتصل إلى كل الحقوق التي يتمتع بها اللبناني الذي هو مقيم، بل يجب أن يُعطى حوافز ومنافع أكثر”.
ولفت إلى أن “المجال الهندسي كبير جدا، ونأمل أن يعقد هذا المؤتمر في محافظات أخرى، لأننا بحاجة له. نحن جميعا بحاجة لأن نخطط سويا. اللبناني مبدع أينما كان، فكيف إذا مزج بإبداعه بين المفهوم الهندسي الشرقي والمفهوم الهندسي الغربي؟ هنا يستطيع أن يتميز أكثر ويبدع أكثر”.
وختم باسيل قائلا: “نهنئكم ونشكركم على الدعوة التي وجهتموها لنا، ونتمنى لكم التوفيق في هذا المؤتمر وفي كل مؤتمر قادم. فادي تميز بعمله النقابي وأعطى مثالا كيف أن أحدا ولو كان منتميا لحزب عندما يصل إلى الشأن العام إلى باب النقابة يضع انتماءه الحزبي خارجا، ويشتغل لكل المهندسين لكل النقابيين. هكذا يجب أن نكون مع بعضنا سواء اتفقنا أو اختلفنا سياسيا، عندما نصل إلى موقع المسؤولية نحن مسؤولون عن بعضنا بكل مشاكل الحياة، ونحن مسؤولون بأن نحمي وطننا ونكون سندا لبعضنا في وطننا، خاصة عندما يهددنا غريب من الخارج يجب أن نحمي بعضنا”.