مؤتمر حل الدولتين: الاتفاق على إطار زمني لإقامة دولة فلسطينية

اتفق المشاركون في مؤتمر حل الدولتين المنعقد في نيويورك على ضرورة “إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين”، مؤكدين أهمية الاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

وجاء في البيان الختامي أن “السلام والتعايش في المنطقة لن يتحققا دون إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإنهاء الاحتلال، ونبذ العنف والإرهاب، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، إلى جانب ضمانات أمنية متينة لكل من إسرائيل وفلسطين”.

كما شدد البيان على أن “الحرب والاحتلال والنزوح لا تحقق السلام”، مشيراً إلى أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتلبية تطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد المشاركون أهمية استئناف مفاوضات مباشرة وجادة ضمن إطار زمني محدد، ودعم المبادرات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها دور اللجنة الرباعية.

ودعا المؤتمر المجتمع الدولي إلى دعم الفلسطينيين اقتصادياً ومؤسسياً، وتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، مطالبين بتهيئة الظروف الملائمة للسلام.

وقف الحرب في غزة وتنفيذ إطار زمني للحل

أعلن المشاركون التزامهم بخطوات محددة زمنياً لتنفيذ حل الدولتين، محددين إطاراً زمنياً بـ15 شهراً لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية. وشددوا على أهمية ضمان “اليوم التالي للفلسطينيين والإسرائيليين”، محذرين من أن غياب الحل سيؤدي إلى تفاقم الصراع. ورفض البيان التهجير القسري، ودعا إسرائيل إلى التوقف الفوري عن العنف والتحريض، وإصدار التزام علني بحل الدولتين.

وأكد المؤتمر ضرورة الوقف الفوري للحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، وانسحاب القوات الإسرائيلية، مع الاتفاق على إجراءات جماعية لإنهاء الحرب. كما طالب بإفراج حركة حماس عن الأسرى وإنهاء حكمها في غزة، مندداً بهجماتها في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وأيضاً بالهجمات الإسرائيلية على المدنيين.

مواقف واضحة تجاه المستوطنات والمساعدات الإنسانية

تعهد البيان باتخاذ إجراءات لتقييد نشاط المستوطنين العنيفين والداعمين للمستوطنات غير الشرعية، إضافة إلى محاسبة من ينتهكون القانون الدولي عبر العنف أو الإرهاب. وأكد رفض استخدام “التجويع كوسيلة حرب”، مطالباً بتقديم مساعدات إنسانية فورية وفتح المعابر.

وأعلن المشاركون دعمهم لإنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار غزة، وتوفير الموارد الدولية لتنفيذ الخطة العربية الخاصة بذلك.

ترتيبات ما بعد الحرب وتوحيد السلطة

ودعا المؤتمر إلى انسحاب إسرائيل من غزة وتسليمها إلى السلطة الفلسطينية وفق مبدأ “حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد”، بما يشمل نزع سلاح حماس. وأوصى بتشكيل لجنة إدارية انتقالية فوراً تحت مظلة السلطة الفلسطينية، مع التأكيد على وحدة غزة والضفة الغربية ضمن الدولة الفلسطينية.

كما أيد البيان نشر بعثة دولية مؤقتة بتكليف من مجلس الأمن، مع استعداد بعض الدول للمساهمة بقوات.

الإصلاحات الداخلية ودور الأونروا

دعا المؤتمر إلى إصلاحات فلسطينية تشمل انتخابات خلال عام، وتحسين الحوكمة والأمن، ورحب بالتزام الرئيس الفلسطيني بذلك. كما أكد أن دور الأونروا “لا غنى عنه حالياً”، مشيراً إلى أنها ستنقل مهامها إلى السلطة الفلسطينية بعد حل قضية اللاجئين.

تقييم المتابعة والتقدم

وفي ختام البيان، شدد المشاركون على أن السلام العادل والدائم هو أساس الاستقرار الإقليمي، داعين إلى عقد مؤتمر متابعة قبل نهاية عام 2025 لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ بنود البيان.

وقد انطلقت فعاليات المؤتمر في نيويورك يوم الاثنين وتستمر حتى اليوم الأربعاء، برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى لبحث تنفيذ حل الدولتين ودعم الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.