عرب وعالم

اجتماع أمني سوري – إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية

27 تموز, 2025

عقد مسؤولون سوريون وإسرائيليون اجتماعًا استمر أربع ساعات، بوساطة المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك، في محاولة للتوصّل إلى تفاهمات أمنية بشأن جنوب سوريا.

وذكرت شبكة “أكسيوس” الإخبارية الأميركية أن هذا الاجتماع، الذي تمّ بوساطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شكّل أعلى مستوى من التفاعل الرسمي بين إسرائيل وسوريا منذ أكثر من 25 عامًا.

ويُعدّ هذا أول اجتماع معروف بين الجانبين منذ الأزمة التي اندلعت الأسبوع الماضي في مدينة السويداء والغارات الجوية الإسرائيلية اللاحقة على دمشق.

ووفق “أكسيوس”، حضر الاجتماع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وقال مسؤولون إسرائيليون للمنصة إن القمة هدفت إلى التوصّل إلى تفاهم مشترك بشأن جنوب سوريا للحفاظ على وقف إطلاق النار بين البلدين وتجنّب تكرار أزمة الأسبوع الماضي.

يشكّل هذا الاجتماع أعلى مستوى من الاتصال الرسمي منذ أن عقد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون محادثات في بلدة شيبردزتاون في ولاية فرجينيا الغربية عام 2000 بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”أكسيوس” إن تل أبيب تأمل أن يُعزّز هذا الاجتماع استعداد سوريا لاتخاذ خطوات دبلوماسية إضافية، إلى جانب التنسيق الأمني.

ووفقًا للتقرير، جاء الاجتماع شبه العلني في باريس بعد شهور من المحادثات السرّية، والتي تمّت بعضُها بوساطة تركية.

وبعد سقوط نظام الأسد، فتحت إسرائيل قنوات اتصال مع السلطات السورية الجديدة عبر تركيا، وأقامت خطًا عسكريًا مباشرًا لتجنّب الاشتباكات الجوية في الأجواء السورية.

وأفاد مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن اقترح على مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إشراك مسؤولين سوريين في المفاوضات. وبناءً على هذا الاقتراح، عقد هنغبي عدة اجتماعات مع الوزير الشيباني في باكو، عاصمة أذربيجان.

ومع تزايد انخراط باراك في جهود التوصّل إلى تفاهمات أمنية خلال الأسابيع الماضية، قررت القيادة الإسرائيلية إشراك الوزير ديرمر في المحادثات بسبب دوره في التنسيق مع البيت الأبيض، وفق “أكسيوس”.

وأوضحت مصادر إسرائيلية للمنصة أن الحكومة الإسرائيلية توصّلت إلى أن الحوافز الأميركية ستكون ضرورية لتشجيع دمشق على الانخراط في مسار التطبيع، وكلّفت ديرمر بهذه المهمة.

وفي أعقاب أزمة السويداء الأخيرة، رأى باراك أن الوقت بات مناسبًا لعقد اجتماع ثلاثي يضمّ ديرمر والشيباني.

وشدّد كلّ من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين الذين تحدثوا لـ”أكسيوس” على أن اجتماع باريس ليس سوى خطوة أولى، وأكّدوا على أهمية اتخاذ إجراءات لبناء الثقة تمهيدًا لأيّ تقدّم سياسي محتمل.

شارك الخبر: