الحكومة تعلن وقف القتال بالسويداء.. وواشنطن تطالب بمنع وصول الجهاديين إليها

أعلنت الحكومة السورية، صباح الأحد، وقف القتال في مدينة السويداء جنوبي البلاد، بعد أسبوع دموي من الاشتباكات الطائفية التي أودت بحياة نحو ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إعادة انتشار
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، في بيان نشر على منصة “تلغرام”، أنه “تم إخلاء مدينة السويداء من كافة مقاتلي العشائر، وإيقاف الاشتباكات داخل أحياء المدينة”، مشيراً إلى أن القوات الحكومية أعادت انتشارها في المنطقة، ضمن مساعٍ لفرض الاستقرار واستعادة السيطرة الأمنية.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت في 13 تموز/يوليو الحالي، بين مجموعات درزية ومسلحين من البدو، في واحدة من أسوأ موجات العنف التي تشهدها محافظة السويداء، وأسفرت عن مقتل 940 شخصاً، بحسب المرصد السوري.
وفي وقت سابق السبت، أعلن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وقفاً لإطلاق النار، متعهداً بـ”حماية الأقليات” ومحاسبة من وصفهم بـ”المنتهكين من أي طرف”، كما أعلن بدء نشر قوات الأمن داخل المدينة.
إلا أن هذه القوات كانت قد انسحبت لاحقاً بعد قصف إسرائيلي استهدف مواقع حكومية في دمشق، بذريعة “حماية الطائفة الدرزية” وشعورها بالتهديد من تمركز القوات الحكومية قرب حدودها الشمالية.
إلقاء السلاح
وجاء الإعلان السوري متزامناً مع تأكيد أميركي عن اتفاق بين دمشق وتل أبيب على وقف إطلاق النار، حيث دعا وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في منشور على منصة “إكس”، السلطات السورية إلى “محاسبة جميع المتورطين في الفظائع، بمن فيهم من ينتمون لأجهزتها الأمنية”.
من جهته، دعا المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم بارّاك، جميع الفصائل إلى إلقاء أسلحتها على الفور ووقف الأعمال العدائية. وقال بارّاك في تغريدة على منصة “أكس” أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات، أتاح للشعب السوري “فرصة لتجاوز سنوات من المعاناة” مشيراً إلى أن المجتمع الدولي أصيب بصدمة بسبب “الأعمال الوحشية التي ترتكبها الفصائل المتحاربة” والتي تقوض سلطة الحكومة وتعطل مظاهر النظام، وأضاف بارّاك إلى أنه على “جميع الفصائل إلقاء أسلحتها على الفور، ووقف الأعمال العدائية والتخلي عن دورات الانتقام القبلي”. مشيراً إلى أن سوريا تقف عند منعطف حرج.
إنهاء العنف
والسبت أيضاً، دعا وزير الخارجية الأميركي السلطات السورية إلى إنهاء العنف ضد الأبرياء في سوريا. وقال روبيو في تغريدة له على منصة إكس: “يجب أن تتوقف أعمال الاغتصاب والذبح التي ترتكب بحق الأبرياء والتي لا زالت مستمرة”، مشيراً إلى انخراط الولايات المتحدة بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية مع السلطات السورية وإسرائيل والأردن بشأن التطورات في جنوب سوريا الذي شهد مواجهات دامية خلال الأسبوع الماضي.
وكتب روبيو أنه “إذا أرادت السلطات في دمشق الحفاظ على أي فرصة لأن تكون سوريا موحدة وسلمية وخالية من سيطرة تنظيم داعش وإيران، فعليها المساهمة في إنهاء هذه الكارثة باستخدام قواتها الأمنية لمنع داعش وأي جهاديين آخرين من دخول المناطق وارتكاب المجازر، ومحاسبة وتقديم كل من يثبت تورطه إلى العدالة، بمن فيهم من هم في صفوفها”، مضيفاً أنه “يجب أن تتوقف الاشتباكات بين مجموعات الدروز والبدو على الفور”.