تفشٍّ غامض لمرض معوي يصيب ركاب سفينة سياحية

تحولت رحلة سياحية بحرية على متن سفينة “نافيجيتور أوف ذا سيز” التابعة لشركة رويال كاريبيان إلى أزمة صحية، بعد إصابة أكثر من 140 شخصًا بمرض معوي غامض، وسط تحقيقات جارية لتحديد السبب.

ووفقًا لتقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فقد أبلغ 134 راكبًا و7 من أفراد الطاقم عن أعراض شملت التقيؤ، التشنجات المعدية، والإسهال، وذلك خلال الرحلة التي استغرقت أسبوعًا انطلقت من لوس أنجلوس إلى المكسيك.

ولم يُعرف حتى الآن السبب الدقيق لهذا التفشي، ما دفع السلطات الصحية إلى فتح تحقيق موسّع، في وقت أكدت فيه CDC أن الشركة المشغّلة سارعت إلى تطبيق بروتوكولات صحية صارمة، تضمنت عزل الحالات المصابة، وتعزيز إجراءات التنظيف والصرف الصحي على متن السفينة.

وفي بيان رسمي، صرّح متحدث باسم شركة رويال كاريبيان لصحيفة USA Today قائلًا:”صحة وسلامة ركابنا وطاقمنا والمجتمعات التي نزورها تأتي في المقام الأول. لذلك نطبق إجراءات تنظيف مشددة، تتجاوز غالبًا الإرشادات العامة للصحة.”

ويأتي هذا التفشي ضمن سلسلة حوادث مشابهة، حيث شهد عام 2025 حتى الآن 18 حادثة تفشٍّ معوي على متن سفن سياحية استوفت معايير الإبلاغ الإجباري التي تفرضها CDC، والتي تُطبق حين يتجاوز عدد المصابين 3% من إجمالي الركاب أو الطاقم.

وترجّح السلطات أن الفيروس المسؤول عن معظم هذه الحالات هو نوروفيروس، المعروف بشدة عدواه وقدرته على التسبب بأعراض معوية قوية. لكن رغم ذلك، قالت CDC في بيان: “لا يمكن تحديد السبب الدقيق دائمًا مع بداية التحقيقات، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت للوصول إلى العامل المسبب”.

تجدر الإشارة إلى أن شركة رويال كاريبيان سبق وأن واجهت تفشيًا مماثلًا في شباط 2025 على متن سفينة “رايدنس أوف ذا سيز”، حيث أُصيب أكثر من 90 شخصًا بأعراض مماثلة.

وعلى الرغم من هذه الحوادث، تؤكد CDC أن تفشيات الأمراض على متن السفن تمثل فقط 1٪ من مجمل الحالات المبلغ عنها سنويًا، إلا أن الانتشار المتزايد لسلالة جديدة من نوروفيروس يدفع المسؤولين لمتابعة الوضع عن كثب، سواء على اليابسة أو في البحر.