نتنياهو يواصل معركته: “عرض انتخابي” يقوّض ثقة الإسرائيليين بالقضاء

رأى الكاتب الإسرائيلي غيدي ويتز في مقال نشرته صحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل تأجيل محاكمته في قضايا الفساد منذ أكثر من خمس سنوات، رغم انتهاء حرب غزة، في مسعى واضح لإطالة أمد الإجراءات وتجنّب الإدانة.
وأشار ويتز إلى أن القضية التي وُصفت سابقًا بأنها اختبار للديمقراطية الإسرائيلية تحولت إلى مسرح سياسي يهدد ركائز النظام القانوني في البلاد، بعدما باتت مثالًا على تغلّب السلطة التنفيذية على القضاء.
وأوضح الكاتب أن نتنياهو يستغل نفوذه السياسي لتأجيل الجلسات بحجة التطورات الأمنية، وأن القضاة استجابوا لعشرات طلباته، ما أضعف ثقة الجمهور بالمؤسسة القضائية.
كما لفت إلى أن نتنياهو حوّل قاعة المحكمة إلى منصة انتخابية، إذ دعا كبار أعضاء حزب الليكود وأنصاره للحضور لممارسة الضغط على القضاة والمدعين العامين، ووصل الأمر إلى تهديد صحفيين داخل المحكمة من قبل عناصر يمينية متطرفة.
ويرى ويتز أن ما يجري “يذكّر بأساليب الحركات الفاشية”، حيث تُستخدم الضغوط والترهيب لإسكات المعارضين. ومع اقتراب الانتخابات المقبلة، يُتوقع استمرار هذا النهج عبر تذرع نتنياهو بأسباب أمنية لتأجيل الجلسات، وسط تواطؤ ضمني من القضاء، بحسب الكاتب.
ويخلص المقال إلى أن “المحاكمة التي كان يُفترض أن تكرّس مبدأ سيادة القانون، تحولت إلى رمز لانتصار السلطة السياسية على العدالة، في مشهد غير مسبوق بتاريخ إسرائيل”.
(الجزيرة)
