بعد الإشتباكات العنيفة.. كيف هو المشهد في عين الحلوة؟

يسود مخيم عين الحلوة صباح اليوم الهدوء الحذر بعد ليل تخلله بعض الرشقات النارية، وبعد اشتباكات مساء أمس، على الرغم من اعلان الاتفاق على وقف فوري لاطلاق النار على اثر اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك مع المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري ومتابعة تسليم المطلوبين في اغتيال العميد ابو اشرف العرموشي ورفاقه وكذلك عبد الرحمن فرهود.
أما طرقات صيدا فقد أصبحت جميعا سالكة بإستثناء طريق الحسبة ما زال مقطوعاً بسبب التدابير الأمنية.
وجود “مايسترو”
في السياق، أكدت مصادر أمنية أن الوضع السائد في مخيم عين الحلوة ينذر بتطور الأمور إلى ما هو أخطر مما يحصل حاليًا، مشيرة إلى أن الوقائع التي تتدحرج في المخيم منذ اغتيال العرموشي تؤكد أن هذا التوتير مدروس ومتعمد ولا نخرج من حسباننا إحتمال أن يتمدد إلى سائر المخيمات الفلسطينية.
ولفتت المصادر لصحيفة “الجمهورية” إلى أن إستهداف المناطق اللبنانية في صيدا وجوارها بالرصاص والقذائف من داخل المخيم وكذلك إستهداف مواقع الجيش اللبناني في محيط المخيم ليس بريئًا وينطوي على محاولة واضحة لتوسيع رقعة التوتير إلى خارج المخيم وجر الجيش إلى هذه المعركة، ولا نسقط من حساباتنا إحتمال وجود “مايسترو” يدير هذا التوتير من خارج الحدود بهدف فرض وقائع دراماتيكية تمهد إلى ضرب الأمن والإستقرار في لبنان.
ترنّح بين اتفاق وقف النار وتطبيقه
من جهتها قالت مصادر فلسطينية لـ”نداء الوطن”: إن محاولات وقف إطلاق النار تترنّح تحت وطأة الخروقات، اذ تصر حركة “فتح” على ربط وقفه عند تسليم المشتبه بهم في جريمة اغتيال العرموشي طوعاً أو تعزيز القوة الأمنية المشتركة وجلبهم بالقوة وفق ما تم الاتفاق عليه في هيئة العمل المشترك في لبنان.
وعلى وقع اشتداد الاشتباكات، وصل مساء عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الأحمد إلى بيروت لمتابعة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية. وأكدت مصادر فلسطينية لـ”نداء الوطن” أن زيارة الأحمد جاءت عقب الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس نجيب ميقاتي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو يحمل في جعبته رسالة رسمية واضحة بحرص عباس و”منظمة التحرير الفلسطينية” على أمن واستقرار لبنان والسعي الى تطويق الاشتباكات على قاعدة التمسك بتسليم المشتبه بهم في جريمة اغتيال العرموشي.
وأوضحت مصادر لـ”نداء الوطن” أن اللواء البيسري كان حاسماً في اجتماعه بطلب وقف اطلاق النار وضرورة العمل ليلاً نهاراً لتحقيق هذا الهدف وعلى تسليم المشتبه بهم في جريمة اغتيال العرموشي، وفي الوقت نفسه كان عاتباً ومن باب الحرص على دور القوى الفلسطينية في هذه الأحداث.
