آثار مذهلة في هذا البلد تُعيد كتابة تاريخ التحنيط وصناعة الزجاج في العصور القديمة

في اكتشاف أثري فريد، عثر فريق من الباحثين البولنديين في صحراء بيوضة على بحيرة ملحية قديمة تحتوي على رواسب من معدن “النطرون” النادر، والذي كان يُستخدم في تحنيط الجثث وصناعة الزجاج والسيراميك منذ آلاف السنين.
وبحسب مجلة Science in Poland، يأتي هذا الاكتشاف ضمن مشروع ممول من المركز الوطني البولندي للعلوم، حيث نجح الباحثون في تحديد أكثر من 1200 موقع أثري جديد في المنطقة، من بينها أكثر من 400 موقع تم توثيقها بدقة ضمن المشروع.
من أبرز ما تم العثور عليه، بحيرة قديمة وسط الصحراء تعود إلى فترة مناخية رطبة نسبيًا، وعظام لحيوانات السافانا في موقع يرجع إلى العصر الحجري الوسيط (حوالي 11,000 إلى 7,000 سنة قبل الميلاد). كما تم اكتشاف خنافس محنطة داخل إناء فخاري في مقبرة تعود لحضارة كرمة، إحدى أقدم الممالك التي ازدهرت بين عامي 2500 و1500 قبل الميلاد.
أظهرت الدراسات في الحقول البركانية القريبة من جبل المويلحة أن الموقع كان يُستخدم قديمًا لاستخراج معدن النطرون، في نشاط يُعتقد أنه كان جزءًا من منظومة صناعية بدائية تشمل التحنيط وصناعة المواد.
كما وثّقت الأبحاث وجود مواقع تعود إلى العصر الحجري القديم في الأجزاء الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية من الصحراء، تحتوي على أدوات حجرية تنتمي لحضارة أولدوان، وهي الأقدم في تاريخ البشرية (2.6 – 1.7 مليون سنة قبل الميلاد). إضافة إلى ورش عمل آشولية لصنع الرقائق الحجرية والأدوات متعددة الاستخدام.
واكتشف الباحثون أيضًا مقبرة فريدة تعود للعصر الحجري الوسيط تقع على منحدرات جبل الغار، تضم 16 مدفنًا للبالغين موزعة على طبقات متعددة، ويُظهر تأريخ الكربون المشع أنها استُخدمت خلال الألفيتين السابعة والسادسة قبل الميلاد.
هذا الاكتشاف يسلّط الضوء على أهمية هذه المنطقة في فهم تطور الإنسان والمناخ، ويعيد رسم خريطة الحضارات القديمة التي ازدهرت في قلب الصحراء.