ما هي الطريقة الصحيحة للتحدث مع رضيعك؟

انتشرت في الإنترنت “فيديوهات” كثيرة لأمهات وآباء يتحدثون مع أطفالهم الرضع بطريقة ممتعة ومضحكة. في هذه اللحظات نرى سعادة الأطفال واضحة، وبعضهم يبدو كأنه يرد على حديث والديه. فما الذي يحدث عندما نتكلم مع الطفل بهذا الأسلوب؟ وهل طريقة كلامنا تُحدث فرقا في تطور لغته؟
لماذا ينجذب الرضيع إلى صوت أمه أو لغة سمعها من قبل؟
عندما يولد الطفل، يكون بالفعل قد سمع صوت أمه وأصوات اللغة المحيطة به وهو في رحمها. وتؤكد الدراسات العلمية أن الأطفال يفضلون سماع اللغة التي اعتادوا عليها خلال الحمل أكثر من أي لغة أخرى، حتى أنهم يُظهرون ارتياحا أكبر عند سماع قصة كانت الأم تقرأها لهم بانتظام قبل الولادة، بغض النظر عمّن يقرأها بعد ذلك.
ولذلك، فإن صوت الأم أو الأب له معنى كبير للطفل، ويشعره بالأمان والدفء. هذا التكرار يساعد الطفل على ربط الأصوات بالتواصل والمشاعر، ويخلق له بيئة آمنة مليئة بالفرص للتعلم والتفاعل.
كيف تؤثر طريقة الحديث مع الرضيع في تعلُّمه اللغوي؟
يرى الباحثون أن التحدث مع الطفل بأسلوب بسيط وبنبرة مرتفعة قليلا وإيقاع غنائي -ما يُعرف بـ”لغة الأبوين” أو Parentese- يساعد الطفل على تمييز الكلمات وفهم بنيتها بشكل أفضل.
وفي هذا الأسلوب، تُستخدم كلمات حقيقية وبطريقة مبالغ فيها قليلا، مما يجذب انتباه الطفل ويحببه في الاستماع والتواصل. ويختلف هذا عن “كلام الأطفال” المليء بالكلمات غير الحقيقية أو المصطنعة، التي قد تربك الطفل ولا تساعده على تعلُّم كلمات سليمة.
وهناك دراسة في الولايات المتحدة وجدت أن تدريب الأهل على استخدام “لغة الأبوين” مع أطفالهم في عمر ما بين ستة وعشرة أشهر أدى إلى زيادة ملحوظة في “المناغاة ونطق الكلمات” عند عمر 14 شهرا، مقارنة بالأطفال الذين لم يتلقَّ والدوهم هذا التدريب.
ومع الوقت، يسهم استخدام هذا الأسلوب بشكل مستمر في تنمية مهارات الطفل اللغوية والتواصلية، حتى في سن الخامسة.
أب يحاول بلطف الحديث مع طفله الصغير (غيتي)
ما هي أفضل طرق دعم تطور اللغة عند الأطفال؟
ليس ضروريا أن يتحدث الوالدان مع الطفل دون توقف طوال اليوم. الأهم هو التركيز على التفاعل المباشر، مثل النظر في عيني الطفل، والرد على الأصوات التي يصدرها، وتقليدها أحيانا، أو محاولة تفسير ما يود قوله. هذا الرد المتبادل يُشعر الطفل بأنه شريك فعّال في التفاعل الاجتماعي، ويجعله يحاول تطوير أصواته وطريقة تواصله.
عندما يكبر الطفل قليلا، يصبح أكثر اهتماما بما حوله من ألعاب وأشياء. وهنا ينصح الخبراء بملاحظة ما يجذب انتباه الطفل والتحدث عنه، كأن تُسمّي الأم أو الأب الشيء الذي ينظر إليه الطفل أو يمسك به، أو تصف ما يحدث من حوله.
وأظهرت إحدى التجارب أن تخصيص 15 دقيقة يوميا لهذا النوع من الحديث مع الطفل وهو في عمر 11 شهرا، ساعد في زيادة مفرداته بشكل واضح عند بلوغه 15 أو 18 شهرا.
اشترك في
الأخبار العاجلة
تلقّ تنبيهات الأخبار العاجلة من الجزيرة مباشر فورا. ابق مطلعا على أهم العناوين من أنحاء العالم
ولا يقتصر دعم تعلُّم اللغة على الأحاديث فقط، بل يمكن عبر قراءة القصص وأداء الأغاني واللعب التفاعلي. كل هذه الأنشطة تخلق بيئة غنية بالكلمات والأفكار، وتحث الطفل على محاولة الفهم والتواصل.