منوعات

بالفيديو: هواتف “مغمسة بالدم”.. 70 قتيلاً بمنجم

22 تشرين الثانى, 2025

أدّى حادث في منجم غير قانوني بالقرب من كولويزي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا.

هذه “الكارثة”، حادثة أخرى تقع في منطقة يعمل فيها مئات الآلاف من الأشخاص من دون قواعد سلامة، ويستخرجون المعادن المستخدمة في التجهيزات الرقمية مثل الهواتف.

ووقعت الكارثة في منجم للنحاس والكوبالت جنوبي شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية قبل أيام، في حادثة عادةً ما يمرّ مثلها مرور الكرام دون أن يثير ضجة، لولا الصور المروعة التي التقطها شخص مجهول لحظة انهيار جزء من الجبل على مئات الأشخاص أسفله.

ويعود الحديث عن الواقعة ليسلّط الضوء على المستهلكين السلبيين الذين يجهلون كيفية تصنيع الهواتف؛ لأنه لاستخراج ثروات باطن الأرض الكونغولية — الضرورية للأجهزة الرقمية كالهواتف الذكية وللتحول البيئي مثل الألواح الشمسية — توجد مجموعات تعدين كبيرة، بعضها صيني وبعضها الآخر غربي.

لكن هناك أيضا مئات الآلاف من عمال المناجم غير القانونية يجربون حظهم في مناجم مهجورة أو غير مربحة، وفي هؤلاء العمال “الخارجين عن القانون” وقعت الكارثة.

في هذه المناجم، لا توجد قواعد، ولا إجراءات سلامة، ولا معايير اجتماعية، كما أنّ عمالة الأطفال شائعة، حيث أفادت التقارير بأن الحادثة وقعت على جسر مؤقت بُني فوق منطقة غمرتها المياه.

ومع ذلك، ليست هذه المناجم بتلك الفوضوية التي تبدو عليها؛ إذ يشتري وسطاء إنتاج هذه المناجم المستقلة، وينتهي به المطاف غالبا في مصانع التكرير الصينية. وفي كل الأحوال، ينتهي المنتج في أجهزة تُصنع غالبا في الصين وتُباع عالميا.

ويستغرب الإعلام المحلي كيف يغضّ الجميع الطرف عن هذا الأمر: “الحكومة الكونغولية التي لم تمنح شعبها يوما الوسائل لجعل التعدين أكثر كرامة وأمنا، ومجموعات التعدين — بغض النظر عن جنسياتها — التي لا تريد أن تُستبعَد من الكعكة، وأخيرًا الشركات المصنّعة التي تولي اهتماما ضئيلا لأصل المعادن”.

وأحيانا يتم ذلك بتواطؤ رسمي؛ فقد أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني بدء تحقيق رسمي واسع النطاق حول أنشطة التعدين غير القانونية داخل أراضٍ مملوكة لشركات تعدين دولية، وذلك بعد صدور تقرير كشف عن شبكة منظمة لتجارة المعادن في السوق السوداء يُعتقد أنها تشمل عناصر من الشرطة والحرس الرئاسي.

وأصدر وزير العدل الكونغولي، جيوم نغيفا، أوامره إلى السلطة القضائية ومكتب المدققين العسكريين ببدء التحقيق في الاحتيال والأعمال غير القانونية.

ويقع المنجم الذي وقعت فيه الحادثة على بُعد 40 كيلومترا من مدينة كولويزي، في مقاطعة كاتانغا السابقة خلال الحقبة الاستعمارية البلجيكية.

وكان اغتيل في المنطقة ذاتها باتريس لومومبا، أول رئيس وزراء للكونغو، بعد بضعة أشهر من استقلال البلاد عام 1960، بهدف السيطرة على الثروة المعدنية.

شارك الخبر: