منوعات

بريطانية تعزف الكلارينيت أثناء جراحة في الدماغ لاستعادة قدرتها على الحركة

26 تشرين الأول, 2025

شهد أحد مستشفيات لندن مشهدًا إنسانيًا مؤثرًا، حين عزفت البريطانية آنا بيكون آلة الكلارينيت أثناء خضوعها لعملية جراحية دقيقة في الدماغ استمرت نحو أربع ساعات، بهدف استعادة قدرتها على الحركة والعزف بعد سنوات من معاناتها مع مرض باركنسون.

ووفقًا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن بيكون توقفت عن العزف منذ خمس سنوات بسبب مضاعفات المرض، التي شملت بطء الحركة وتصلب العضلات. وأُجريت لها العملية في مستشفى كينغز كوليدج بالعاصمة البريطانية، باستخدام تقنية تُعرف باسم تحفيز الدماغ العميق أثناء اليقظة، وهي تعتمد على زرع أقطاب كهربائية داخل الدماغ ترسل نبضات لتنظيم الإشارات العصبية والتخفيف من الأعراض.

وخضعت المريضة للجراحة تحت تخديرٍ موضعي فقط، بينما كانت تعزف الكلارينيت لمساعدة الفريق الطبي على تقييم فوري لمدى نجاح التحفيز الكهربائي. وأظهرت التجربة تحسّنًا واضحًا في حركة أصابعها فور تشغيل النبضات، ما سمح لها بالعزف بسلاسة بعد انقطاع طويل، وقال البروفيسور كيومارس آشكان، أستاذ جراحة الأعصاب والمشرف على العملية، إن الفريق استخدم نظامًا دقيق الإحداثيات لتحديد مواضع الأقطاب، مؤكدًا أن التحسّن في حركة اليدين كان فوريًا وواضحًا داخل غرفة العمليات. وأضاف: “اقترحنا أن تحضر آلتها الموسيقية لتختبر بنفسها النتائج، وكان مشهد عزفها بعد سنوات من التوقف لحظة مدهشة للجميع.”، واختارت بيكون تركيب مولّد نبضات كهربائية مزوّد ببطارية قابلة للشحن تدوم حتى 20 عامًا، لمراقبة نشاط الدماغ وضبط التحفيز تلقائيًا عند الحاجة، وبعد نجاح العملية، عبّرت آنا عن سعادتها قائلة: “شعرت أن يدي تحركت بسهولة فور تشغيل التحفيز، وتمكنت من العزف مجددًا بعد سنوات من العجز. هذا اليوم لن أنساه أبدًا.”

كما أشارت إلى أنها لاحظت تحسنًا في قدرتها على المشي، وتأمل أن تتمكن قريبًا من العودة إلى السباحة والرقص، وهما من نشاطاتها المفضّلة قبل المرض.

شارك الخبر: